الأمانة لله في الحياة الزوجيّة
"إِن لم يَبْنِ الرَّبُّ البَيتَ فباطِلاً يَتعَبُ البَنَّاؤون"
هكذا يبدأ المزمور 127 في وصف أي نفع للإنسان إن لم يحرس الربّ البيت.
ويزيد أنّ "اللهُ يَرُزقُ حَبيبَه وهو نائم" لأنّ الله يعمل كل شيء لخير الذين يحبّونه. ف"طوبى لِجَميعِ الَّذينَ يَتَّقونَ الرَّبّ وفي سُبُلِه يَسيرون" (مزمور 128: 1).
المؤمن المتزوّج اليوم مدعو أن لا ينسى الربّ، فالعهد الزوجي الذي أخذه على عاتقه هو مثلّث الابعاد:
فهو عهد مع الله، أوّلاً، ينبع منه ويقود اليه؛ وعهد بين الزوجين يفضي الى سعادتهما وخيرهما الشخصي بالتزام منهما متبادل، وعهد مع التاريخ يواصل سلالة الأسرة والجنس البشري.
ولكن هناك صعوبات تعوّق الأمانة لله منها الخطيئة، الحياة اليوميّة الروتينيّة، العمل لتأمين الحاجات البيتيّة، أو التعلّق بأشياء أخرى ونسيان لله وعدم إعطائه الوقت.
ولكن الحياة الزوجيّة لا يجب أن تأخذ مكان الحياة الروحيّة لأنّها زواج إلهي قد بوركت من الربّ وهي تتقوّى وتتغذى منه.
ففي النهاية الزواج هو طريق يقود لله و للملكوت.
يوصَف بولس الرسول في الكتاب المقدس "العهد بين الرجل والمرأة" على أنّه صورةً للعهد بين المسيح والكنيسة. "كونوا خاضعين بعضكم لبعض في مخافة المسيح".
22 أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ،
23 لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ.
24 وَلكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
25 أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا،
26 لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ،
27 لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ.
28 كَذلِكَ يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ.
29 فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ.
30 لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ.
31 «مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا».
32 هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ.
33 وَأَمَّا أَنْتُمُ الأَفْرَادُ، فَلْيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ هكَذَا كَنَفْسِهِ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا.
خلقنا الله بحبّ حرّ ومجانيّ، فنحن موجودون على الأرض لنعرف الله ونحبّه، ونصنع الخير حسب إرادته ونبلغ الى السماء يوماً ما. ويقول القدّيس اوغسطينس أنّ الله قد خلقنا له، وقلبنا سيظلّ قلقاً مضطرباً حتى يرتاح فيه. دعانا الى الزواج منذ البدء لكي نعيش الحبّ ونثمر وهكذا نصبح علامة له. فما يهدد الزواجات هو الخطيئة، وما يجددها هو الغفران وما يقوّيها هو الصلاة والأمانة لله. إنّ العهد الزوجي الذي أخذه على عاتقه المؤمن مدعو بهذا العهد أن لا ينسى الربّ لأنّه عاهده أولاً لهذا أتى الى الكنيسة. وأساس الحياة الزوجيّة هي أن يساعد المتزوجين بعضهم البعض للوصول الى الملكوت وعدم الإنجرار الى متاهات الدنيا وفقدان معنى حياتهم والإتّكال على الله خالقهم.
هكذا نحقق الأمانة لله في حياتنا عندما نهبه إيماننا كلّه. ويجب على المتزوجين أن يوصلوا الله لأولادهم ليكونوا ابناء حقيقيين له، ويصبحون كعائلة علامة فاعلة للعالم لحبّ الله للإنسان وحبّ يسوع المسيح لكنيسته. ف"طوبى لِجَميعِ الَّذينَ يَتَّقونَ الرَّبّ وفي سُبُلِه يَسيرون" لأنّ "إِن لم يَبْنِ الرَّبُّ البَيتَ فباطِلاً يَتعَبُ البَنَّاؤون".